الذّباب اسمٌ عامٌّ يُطلَق على مجموعة كبيرة من الحشرات المُصنَّفة ضمنَ فصيلة ثنائيَّات الأجنحة، والتي تنتشرُ في كافَّة أنحاء العالم، ويبلغ عدد أنواعها ما يزيد عن مائة وعشرين ألف نوع، والتي تتراوحُ في أحجامها بين ما يبلغُ طوله الملليمتر الواحد إلى سبعين مليمتراً، وهي كثيرةٌ ومُتنوّعة، إلا أنَّ الأكثر شُيوعاً منها في المُدن ومساكن الإنسان هي الذّبابة المنزليّة. وبسبب اسم فصية هذه الحشرات، وهو ثنائيَّات الأجنحة، فإن الأنواع الوحيدةَ من الذّباب التي تُصنَّف علميّاً على أنَّها ذبابٌ حقيقي هي تلكَ التي لديها جناحان فحسب، إلا أنَّه من الدّارج بين النّاس تسميةُ عددٍ من الأنواع الأخرى من الحشرات ذات الأربعة أجنحة على أنَّها ذباب، ومن أمثلة ذلك ذبابة أيار (مايو).[١]
الصّفات الأحيائية للذبابلدى الذبابة، مثل باقي أنواع الحشرات، جسمٌ يتكوَّن من ثلاثة أجزاءٍ أساسية، هي: الرّأس، والبطن، والصّدر. ولهذه الكائنات رأسٌ حُرُّ الحركة، وستّة أرجل، وعيون مُركَّبةٌ كبيرة الحجم تتألَّف من آلاف العدسات السُّداسية الصَّغيرة على جانبيْ الرّأس، كما أنَّ لها ثلاث عُيونٍ إضافيَّة صغيرة الحجم على جباهها، وهي تمتازُ بقرنَيّ استشعارٍ حسَّاسيْن. وتتَّخذ أجزاءُ الفم لدى الذّبابة شكلَ خرطومٍ مرنٍ له القُدرة على الالتفاف في مُختلف الاتجاهات، ويكونُ على شكلين: إمَّا أنَّ لهُ رأسّاً ماصّاً مُصمَّماً لشفط السّوائل (حيث يتكوَّن غذاءُ الذّباب بالكامل من المواد العضويَّة السّائلة التي يستطيعُ تحليلها بترك لعُابه عليها وكسرِ تركيبها من سكريَّاتٍ أو نشويَّاتٍ إلى موادّ بسيطة)، أو رأساً ثاقباً (حيث صُمِّم لاختراق الجلْد وامتصاص دماء الضحيَّة)، وكثيراً ما تنتشرُ أنواع الذّباب هذه بين الحيوانات في المزارع وما سواها، ومنها ذباب الإسطبلات.[١]
دورة حياة الذّبابتعيشُ الذّبابة على مرِّ حياتها أربعة أطوارٍ مُختلفة، تتفاوتُ فيها تماماً من حيثُ المظهر والوظائف الحيويَّة. تبدأ الذّبابة حياتها عندما تضعُ أنثى بالغة كميَّة من البيوض تتراوح من بِضع بيضاتٍ إلى حوالي مائتين وخمسينَ بيضة، وقد تتركُ الأنثى هذه البيوض وسطَ الماء أو على التّراب، وتُخرجهُ عبرَ قناةٍ خاصَّة. تميلُ الذّبابة المنزليّة إلى اختيار مواقع غنيَّة بالموادّ العضويَّة المُتحلَّلة لتضع بيضها فيها بحيث تضمنُ حُصوله على غذاءٍ جيّد عندما يفقس. ويكونُ منظر البيضة شبيهاً بحبَّة الأرز، وهي تفقسُ خلال مُدَّة تتراوحُ من 8 ساعاتٍ إلى 30 ساعة، إلا إذا كان التّبييض في فصل الخريف أو كان الطَّقس بارداً، عندها تظلُّ البُيوض في حالة جُمودٍ حتى حُلول الرّبيع.[٢]
عندما يفقسُ البيض تخرجُ منه يرقاتٌ دُوديّة تقضي كلَّ حياتها في البحث عن الغذاء والتهامه لتستطيعَ النُّمو، ولذلك فهي تعيشُ في المجاري والأتربة ومكبّات القُمامة وداخل جُثث الحيوانات الميّتة حيثُ تكثر المواد العضويَّة المُتحلِّلة. وتنسلخُ اليرقة، أي تُبدّل طبقة جلدها، مرَّاتٍ عديدة على مرّ حياتها، وبعد عِدّة أيام تنتهي هذه المرحلة، حيثُ تُحيط اليرقة نفسها بغشاءٍ بيضوي الشّكل يتصلّب ليتحوّل إلى شرنقةٍ قاسية تحميه، ويُسمّى هذا الطّور الخادرة، ويحتاج من الوقت لدى الذّبابة المنزلية فترةً تتراوحُ من ثلاثة إلى ستّة أيام في حال كان الطّقس حاراً، وأكثرَ لو كان بارداً.[٢]
وأخيراً تخرجُ من الشّرنقة ذُبابة مُكتملة النموّ، إلا أنَّ أجنحتها تكونُ رطبةً وناعمة، إذ تحتاجُ إلى عِدّة ساعاتٍ لتجفَّ وتتصلَّب بفعل ضخّ الدم في عُروقها. ومُنذ هذه المرحلة تعيش الذّبابة الناضجةُ فترة ثلاثة أسابيعَ تقريباً في فصل الصّيف، وأطول قليلاً خلال الشّتاء.[٢]
طُرق التخلص من الذبابالمقالات المتعلقة بطريقة لطرد الذباب